مقدمة: لماذا تختلف ألوان الديكور من عام لآخر؟
ألوان الديكور ليست مجرد تدرجات نختارها للجدران أو الكنب، بل هي تعبير عميق عن الحالة الإنسانية في كل مرحلة من الزمن. فكما تتغير الموضة، والموسيقى، وحتى عادات الطعام، تتبدل أيضًا ألوان المساحات التي نعيش فيها لتعكس ما نشعر به ونتفاعل معه كمجتمع وأفراد.
الفرق بين لون ديكور في عام 2020 ولون آخر في 2025 ليس فقط فرقًا بصريًا، بل هو فارق في الإحساس الجماعي. فبعد سنوات من العزلة العالمية، وعدم اليقين، برزت الحاجة للدفء، للراحة، وللأمان العاطفي. وهنا ظهرت ألوان مثل الخوخي الناعم والبيج الرملي، كأجوبة بصرية على أسئلة وجدانية.
كما أن التقدم التكنولوجي والوعي البيئي لعبا دورًا في تشكيل اختياراتنا. ألوان مثل اخضر زيتوني والنحاسي الدافئ لا تعكس فقط الطبيعة، بل توحي بارتباط أعمق بين الإنسان وبيئته. بينما ألوان مثل الاسود الناعم أو البرجندي العميق جاءت لتُعبّر عن قوة داخلية وجرأة متجددة.
بالتالي، فإن اختيار لون لعام جديد لم يعد قرارًا سطحياً أو تجاريًا فقط، بل هو انعكاس دقيق لمزاج عالمي يبحث عن التوازن، ويُعيد صياغة الجمال من الداخل إلى الخارج.
نظرة سريعة على ألوان السنوات الماضية: من الانسحاب إلى الانفتاح

في السنوات القليلة الماضية، مرّ عالم التصميم الداخلي بتحولات لونية تعكس بشكل واضح الحالة النفسية والاجتماعية التي عاشها العالم. بعد جائحة 2020، بدأت موجة العودة إلى الداخل حرفيًا ومعنويًا ما دفع الناس إلى البحث عن الأمان والسكينة داخل منازلهم. كانت الألوان التي ظهرت حينها حيادية ومريحة: درجات الرمادي، البيج، والأخضر الزيتي الداكن. ألوان صممت لتكون خلفية مريحة لحياة مضطربة.
عام 2021 شهد صعودًا لألوان مثل الرمادي المطلق Ultimate Gray و الأصفر المضيء Illuminating Yellow بحسب إعلان شركة Pantone ، والتي عكست التناقض بين الثبات (الرمادي) والأمل (الأصفر). بينما في 2022، بدأنا نلاحظ دخول الألوان الترابية بشكل أقوى، وتنامي الإعجاب بالتصاميم المستوحاة من الطبيعة اللون الفخاري Terracotta
الرمادي البني الدافئ Warm Taupe، وحتى الأخضر بأطياف متعددة، من الزيتوني إلى العشبي.
أما في 2023 و2024، فقد استمرت الألوان الحيادية بالسيطرة، لكن مع دخول تدريجي لدرجات أكثر دفئًا وجرأة: البرتقالي المحروق، الأزرق الضبابي، واللافندر الناعم. هذا التغيير لم يكن عشوائيًا، بل نتيجة واضحة لحاجة الناس إلى التعبير، والعودة للحياة بمزيد من الجرأة والارتياح.
ومع بداية 2025، نلاحظ تطورًا جديدًا في المزاج العام: الألوان لم تعد فقط عن الراحة أو الاسترخاء، بل أصبحت أيضًا عن الحنان، العمق، والانتماء. وهكذا ظهرت ألوان مثل الخوخي الناعم كلون العام، إلى جانب ألوان تنبض بالإنسانية والتوازن مثل اللافندر المعتق، اخضر زيتوني، والنحاسي الدافئ، والتي سنخوض في تفاصيلها لاحقًا.
الاتجاهات العالمية المؤثرة في ألوان 2025: حين يتقاطع المزاج الجمعي مع الذكاء الصناعي

ألوان 2025 لم تأتِ من فراغ، بل جاءت كثمرة طبيعية لتغيرات واسعة يعيشها العالم، من التحولات النفسية بعد الجائحة، إلى تصاعد وتيرة الذكاء الاصطناعي، ووصولًا إلى وعي بيئي عميق لم يكن حاضرًا بهذا الوضوح قبل سنوات.
أول هذه المؤثرات هو الحاجة إلى الراحة العاطفية. بعد سنوات من الضغوط النفسية والعزلة الاجتماعية، ظهرت حاجة ملحّة في التصميم الداخلي للعودة إلى المساحات التي تشبه “حضن دافئ”. وهنا دخل الخوخي الناعم، بلونه الخوخي الدافئ، كأول تمثيل حقيقي للإحساس بالاحتواء والنعومة العاطفية. فهو لون لا يصيح، بل يهمس بالطمأنينة.
ثانيًا، الطبيعة. مع ازدياد القلق البيئي والتوجه نحو الاستدامة، بدأت الألوان المستوحاة من الأرض تستعيد مكانتها. اخضر زيتوني والبيج الرملي والنحاسي الدافئ ليست مجرد ألوان جميلة، بل تحمل في طياتها شعورًا بالعودة إلى الجذور، إلى الخامات الصادقة، وإلى المساحات التي تعيش وتتنفس.
ثالثًا، جاء الذكاء الاصطناعي كعامل غير مباشر لكن مؤثر جدًا في تشكيل الاتجاهات. أدوات التصميم الذكية بدأت تحلل ملايين الصور، وذوق المستخدمين، وتفضيلاتهم الدقيقة، لتقدم توصيات لونية تُبنى على “داتا” حقيقية. هذه التكنولوجيا ساهمت في إبراز ألوان كانت مهملة، مثل اللافندر المعتق، ومنحتها مشهدًا جديدًا لأنها ببساطة تتكرر في مزاج المستخدم العصري.
وأخيرًا، نشهد اليوم مزيجًا جديدًا في التصميم بين الخصوصية والجرأة. لم يعد المصممون يخشون استخدام ألوان مثل البرجندي العميق أو الاسود الناعم، لأنها لم تعد مرتبطة بالظلام أو التمرد، بل أصبحت تعبر عن الثقة، العمق، والهوية الواضحة.
ألوان 2025 ليست مجرد “موضة مؤقتة”، بل لغة بصرية جديدة كُتبت بمشاعر الناس، وقرأت ما بين سطور التقنية، والمجتمع، والبيئة.
الخوخي الناعم: Peach Fuzz لون العام 2025… بين الحنان والهوية الدافئة

في كل عام، تطرح شركة Pantone لونًا يعكس المزاج العام والاتجاهات العالمية، وفي عام 2025 وقع الاختيار على الخوخي الناعم، لون خوخي ناعم يجمع بين الوردي الدافئ والبرتقالي الخفيف، ويمثل لحظة إنسانية في عالم متغير.
ما يميز هذا اللون أنه ليس صاخبًا ولا باهتًا، بل ينبض باللطف والطمأنينة. هو ليس لونًا لجذب الانتباه بقدر ما هو لون للحضور الهادئ. يمكننا وصفه بأنه لون اللمسة الحنونة، لون الصباحات المريحة، ولون البيوت التي تحتضن.
يمتاز الخوخي الناعم بمرونة عالية تجعله مثاليًا لمختلف غرف المنزل. ففي غرف النوم، يضفي شعورًا بالهدوء والرومانسية، بينما يمنح غرف المعيشة طابعًا مرحّبًا وأنيقًا. وعند استخدامه في الحمامات أو زوايا القراءة، يخلق توازنًا بصريًا مريحًا يمكن دمجه بسهولة مع البيج، الأبيض الدافئ، وحتى لمسات من النحاس أو الذهبي الباهت.
لكن ما يرفع من قيمة الخوخي الناعم هو رمزيته. في زمن يتسارع فيه كل شيء، يأتي هذا اللون ليذكّرنا بالتباطؤ، بالدفء الإنساني، وبالعلاقات اللطيفة. هو لون يعانق الحواس دون أن يفرض نفسه، ويمثل لحظة تنفس عميق في منتصف ضجيج اليوم.
ومن حيث الاستخدام العملي، يعتبر هذا اللون خيارًا آمنًا ومجددًا في آن واحد: فهو غير تقليدي لكنه ليس غريبًا، جديد لكنه يشعر وكأنه مألوف. لذلك، يمكن اعتماده في الجدران، الأثاث القماشي، الوسائد، السجاد، أو حتى الإكسسوارات البسيطة دون خوف من اختلال التوازن البصري.
اخضر زيتوني: Olive Green طمأنينة الطبيعة وأناقة الاستمرارية

في عالم الديكور الحديث، قلما يوجد لون يحقق المعادلة الصعبة بين الحيادية والتميز، وبين الهدوء والهوية. لكن اخضر زيتوني – الأخضر الزيتوني – فعل ذلك ببراعة. ومع دخوله القوي في قائمة ألوان 2025، يثبت أنه أكثر من مجرد لون؛ إنه أسلوب تفكير.
هذا اللون، المستوحى من أوراق الزيتون الدائمة، يعكس روح الاستقرار، النضج، والارتباط العميق بالطبيعة. وفي عام يسعى فيه الناس لإيجاد توازن داخلي وسط فوضى عالمية، يأتي اخضر زيتوني ليكون بمثابة أرض بصرية خصبة، تهدئ النظر وتُشعرك بالانتماء.
واحدة من أهم مزايا الأخضر الزيتوني هي قابليته للدمج مع طيف واسع من الألوان والخامات. يمكن مزجه بسهولة مع ألوان ترابية مثل البيج الرملي أوالنحاسي الدافئ، ومع خامات خشبية غير مصقولة لإضفاء طابع ريفي أو بوهيمي أنيق. كما يمكن استخدامه كلون رئيسي للجدران في المساحات الهادئة كغرف النوم أو المكاتب المنزلية، أو كلون مكمل في الكنب، الستائر، أو حتى المطابخ الحديثة.
الأخضر الزيتوني أيضًا مثالي لمحبي الستايل البسيط المعمق، أولئك الذين لا يحبون الضجيج البصري، لكنهم يرفضون الفراغ العاطفي في التصميم. هو لون يُشبه التأمل: صامت لكنه مليء بالحياة من الداخل.
ومن الناحية النفسية، يعزز هذا اللون التركيز والطمأنينة، ولهذا تُفضّله المكاتب، صالات القراءة، والزوايا التي تتطلب إحساسًا بالثبات. في 2025، اخضر زيتوني هو بمثابة “النَفَس الطويل” وسط ألوان أكثر جرأة، وهو يضمن التوازن في أي لوحة لونية، مهما كانت حيوية أو مشبعة.
الأزرق الضبابي: Misty Blue… صفاء بصري وهمس من السكينة

إذا كان لكل لون طاقة شعورية خاصة، فإن الأزرق الضبابي هو اللون الذي يهمس بالراحة، لا يصرخ بالإثارة. إنه الأزرق المغلف بالرماد، والذي يحمل في عمقه توازنًا نادرًا بين البرودة والدفء، وبين العقل والقلب. في عام 2025، يطل هذا اللون كأحد أبطال المشهد اللوني الجديد، ليعكس حاجة الإنسان العصرية إلى الهدوء، الاتزان، والاتصال الداخلي.
الأزرق الضبابي ليس أزرقًا صريحًا ولا رماديًا صرفًا، بل هو ذلك المزيج البيني الذي يجعل العين تتوقف قليلاً للتأمل. وهذا بالضبط ما يجعله مناسبًا جدًا للمساحات التي تتطلب راحة نفسية طويلة المدى: غرف النوم، المكاتب المنزلية، الحمامات الهادئة، أو حتى غرف الضيوف ذات الطابع الترحيبي.
يُستخدم الأزرق الضبابي في التصميمات التي تبحث عن النقاء والبساطة دون برودة أو جمود. يمكن مزجه بانسجام مع ألوان مثل اللافندر المعتق، البيج الرملي، أو الاسود الناعم، ليُنتج تأثيرًا بصريًا غنيًا ولكنه هادئ، كما أنه يبدو أنيقًا جدًا عند دمجه مع معادن فاتحة مثل النيكل غير اللامع أو الفضة المصقولة.
هذا اللون أيضًا يُناسب أنماط التصميم الحديث الهادئ (Soft Modernism)، أو حتى الستايل الشمال-أوروبي (Scandinavian)، لأنه يوصل رسالة مضمونة: “أنا هنا لأرتب أفكارك، لا لأشوشها”.
على المستوى النفسي، يُعرف الأزرق الضبابي بأنه يقلل التوتر ويعزز من التركيز والإحساس بالتحكم، ولذلك أصبح من أكثر الألوان المقترحة للمنازل الذكية، ومساحات التأمل، وحتى عيادات العلاج النفسي ذات التصميم المريح.
في 2025، الأزرق الضبابي هو بمثابة مساحة فارغة داخل زحام الألوان، مكان صغير للهدوء، حيث يمكننا أن نعيد ترتيب ذواتنا في عالم متقلب.
البرجندي العميق: Deep Burgundy رفاهية ناعمة وحضور لا يُقاوم

بين كل ألوان 2025، يظهر البرجندي العميق كأكثرها غموضًا وأناقة. هو ليس فقط لونًا، بل تصريحًا بصريًا جريئًا، يجمع بين دفء الأحمر ونبل البنفسجي، ليخلق تأثيرًا يفيض بالرقي والعمق النفسي. هذا اللون لم يُدرج في قائمة الألوان عبثًا؛ بل جاء ليؤكد أن الجرأة لم تعد تعني الفوضى، بل الوعي بما تريد أن تقول بصريًا.
في عالم تتكرر فيه التصاميم الحيادية، يقدم البرغندي العميق فرصة لإضفاء شخصية قوية داخل أي مساحة. سواء استُخدم في حائط واحد، كرسي بذراعين، أو حتى في وسائد صغيرة، فإنه يلفت النظر دون أن يكون متطفلًا، ويضيف بعدًا دراميًا راقيًا يثير المشاعر.
يتناغم هذا اللون بشكل مثالي مع خامات مثل القطيفة (velvet)، الجلد الطبيعي، والخشب الداكن. كما يمكن دمجه بذكاء مع ألوان خافتة مثل الخوخي الناعمأو الأزرق الضبابي لإحداث توازن بصري يخلق إحساسًا بالدفء والاحتواء.
ويُستخدم البرجندي العميق في عدة سياقات، منها:
- غرف الطعام: حيث يعزز الأجواء الرسمية والمترفة.
- مداخل المنازل: لخلق انطباع أول قوي ومميز.
- غرف النوم: خاصة في رؤوس الأسرّة أو الجدران الخلفية.
- المكاتب المنزلية: لمن يبحث عن بيئة تحفّز التفكير العميق والإبداع.
من الناحية النفسية، يُعرف هذا اللون بقدرته على تحفيز الثقة، الاستقرار العاطفي، وإبراز الذوق الرفيع. إنه خيار أولئك الذين لا يخشون التعبير عن أنفسهم بوضوح، ولكن بلغة راقية ومؤثرة.
البرجندي العميق في 2025 ليس لونًا للمجازفة، بل لون النضج، لمن يعرف من هو، وما الذي يريد أن يقوله دون كلمات.
البيج الرملي: Sand Beige الحيادية الجديدة بلُغة دافئة

في الوقت الذي تتجه فيه بعض الألوان إلى إثارة الانتباه والتميز، يُفضّل البعض الآخر البقاء في الظل، ولكن بذكاء. البيج الرملي، أو البيج الرملي، هو أحد هذه الألوان الهادئة التي لا تتصدر المشهد بصخب، لكنها تشكل العمود الفقري لأي تصميم ناجح. في عام 2025، لا يُنظر إليه كلون ممل، بل كلون أساسي، ذكي، ودافئ يُجيد الربط بين عناصر الديكور المختلفة بكل سلاسة.
ما يميز البيج الرملي هو أنه محايد بطبعه، لكنه دافئ بإحساسه. على عكس الألوان الحيادية الباردة مثل الرمادي، يمنح هذا اللون إحساسًا بالترحاب، ويعكس نور الشمس بلطف داخل المساحة، ما يجعله مثاليًا للبيوت التي تعتمد على الإضاءة الطبيعية.
هذا اللون مثالي للجدران، الأرضيات، وحتى الأثاث الرئيسي مثل الكنب والخزائن. كما يُعتبر قاعدة ممتازة لدمج ألوان أخرى أكثر جرأة أو رقة مثل:
- الخوخي الناعم واخضر زيتوني لإحساس عضوي ومتزن.
- البرجندي العميق والاسود الناعم لإضافة عمق وأناقة.
- الأزرق الضبابي أو اللافندر المعتق لتباين ناعم ومعاصر.
في التصميمات الحديثة، يُستخدم البيج الرملي أيضًا لتعزيز الخامات الطبيعية، مثل الخشب الخام، الروطان، الكتان، والحجر الجيري. إنه لون لا يسرق الأضواء، بل يعكسها، وبهذا يصبح أكثر من مجرد خلفية، إنه أساس الإحساس بالدفء والانسجام في الفراغ.
من الناحية النفسية، يشير البيج الرملي إلى الاستقرار، البساطة، والوضوح. كما أنه يُسهم في خفض التوتر ويمنح إحساسًا بالثقة والاحتواء، ولهذا غالبًا ما يُستخدم في العيادات والمنازل المصممة للعائلات.
البيج الرملي هو ببساطة لغة التصميم “الهادئ والواعي”، حيث لا حاجة للصراخ كي تُسمَع، ولا للزخرفة المفرطة كي تُبهر.
النحاسي الدافئ: Warm Copper فخامة تحتفي بالضوء والحس اليدوي

في قائمة ألوان 2025، يأتي النحاسي الدافئ – النحاسي الدافئ – كواحد من أكثر الألوان إثارة للمشاعر والضوء في آنٍ معًا. إنه ليس فقط لونًا، بل ملمس بصري يدمج بين الثراء والدفء، ويمنح أي مساحة طابعًا احتفاليًا راقيًا دون أن يكون مبهرجًا.
يستمد هذا اللون سحره من المعادن الطبيعية واللمعان الخافت الذي يشبه توهج الشمس عند المغيب. وهذا ما يجعله مثاليًا لإضافة تفاصيل غنية ولمسات لافتةفي التصميم دون الحاجة إلى تغييرات كبيرة.
يمكن استخدام النحاسي الدافئ بطرق متنوعة:
- في الإضاءة: مثل وحدات الإنارة المعلقة أو مصابيح الطاولة، حيث يعكس الضوء بطريقة دافئة ومريحة.
- في المقابض والإكسسوارات: كالحنفيات، إطارات المرايا، أو قواعد الطاولات.
- في الأثاث: مثل الطاولات الجانبية أو الكراسي المعدنية ذات اللمعان النحاسي.
- في المطابخ: عبر الأحواض أو أدوات الطهي الظاهرة، مما يضفي طابعًا تراثيًا مع لمسة عصرية.
ما يمنح هذا اللون مكانة خاصة هو قدرته على التفاعل بشكل مذهل مع ألوان أخرى:
- مع الخوخي الناعم والبيج الرملي يمنح إحساسًا دافئًا وعضويًا.
- مع الاسود الناعم والبرجندي العميق يخلق تباينًا غنيًا ودراميًا.
- مع الأزرق الضبابي أو اخضر زيتوني يخفف من برودة تلك الألوان ويمنحها توازنًا بصريًا.
على المستوى العاطفي، يرمز النحاسي الدافئ إلى الدفء، الإبداع، والحيوية الناضجة. فهو ليس لونًا صارخًا، بل يوصل إحساسًا بالاستقرار مع لمحة من الحنين إلى الحرفية واللمسات التقليدية.
باختصار، النحاسي الدافئ هو اللون الذي يمنح التفاصيل قيمتها. ومع تصاعد الاهتمام بالتصاميم التي تُبرز الحِرَف والأصالة، يبرز هذا اللون كرمز للدفء المتقن والأناقة الصامتة.
الأسود الناعم: Soft Black عمق محسوب وأناقة خالية من الصخب

لطالما ارتبط اللون الأسود بالقوة والدراما والجرأة، لكنه في صيغة Soft Black كما نراه في توجهات ديكور 2025 يصبح أكثر نعومة، أكثر حميمية، وأقل حِدّة دون أن يفقد حضوره. إنه أسودٌ يعيد تعريف نفسه، بعيدًا عن التمرد الصارخ، وقريبًا من الوعي التصميمي الذكي.
Soft Black ليس فاحمًا ولا لامعًا، بل يأتي بلمسة مطفية وغنية بالتفاصيل. وهذا ما يمنحه قابلية أعلى للدمج والاتزان داخل المساحات المعاصرة. لم يعد يُستخدم كخلفية ثقيلة، بل كأداة لإبراز التفاصيل، تأطير العناصر، أو خلق نقاط تركيز أنيقة.
أين يمكن استخدام Soft Black؟
- في إطارات النوافذ والأبواب: لإبراز المعالم المعمارية دون إغلاق الفضاء.
- في الأثاث المعدني والخشبي: خصوصًا الطاولات، الكراسي، أو الخزائن ذات الأسطح الداكنة.
- في الجدران: خصوصًا كخلفية فنية مميزة وراء سرير، مكتبة، أو مدفأة.
- في المطابخ: عبر الأجهزة الكهربائية أو وحدات التخزين المطفية لمظهر عصري وأنيق.
عند دمجه، ينسجم Soft Black بشكل رائع مع ألوان دافئة مثل Warm Copper وPeach Fuzz، كما يُحدث توازنًا قويًا مع درجات فاتحة مثل Sand Beige وMisty Blue. يمكن اعتباره “اللون الصامت” الذي لا يصرخ، لكنه يحكي الكثير عن الذوق الراقي والإحساس بالتوازن.
من الناحية النفسية، يعبر هذا اللون عن الاحتواء، العمق، والثقة بالنفس. هو ليس لونًا للفت الانتباه، بل للإيحاء بالفخامة المتزنة. وهو اللون الذي يجعل التصميم يبدو أكثر نضجًا دون أن يبدو أثقل.
في ديكور 2025، يُعتبر Soft Black هو اللمسة الذكية التي تُضيف ثقة وأناقة… دون أن تفرض نفسها على المكان.
اللافندر المعتق: Dusty Lavender رقة ناعمة بنضج أنثوي وهادئ

عند الحديث عن الألوان العاطفية الهادئة في 2025، يبرز اللافندر المعتق كلون يُجيد المزج بين الرقة الأنثوية والهدوء العقلي. هذا اللون البنفسجي المائل إلى الرماد، يتمتع بطاقة داخلية هادئة تجعله مثاليًا لمن يسعون إلى الإحساس بالانسجام دون أن يفقدوا شخصيتهم.
اللافندر الغباري هو لون التأمل، النعومة، والمساحات التي تعانق الحواس. فهو يناسب:
- غرف النوم، لمنحها طابعًا مريحًا وشاعريًا.
- زوايا القراءة أو التأمل، حيث يعزز التركيز والاسترخاء.
- الأثاث القماشي والمفروشات، كوسائد أو ستائر تضيف لمسة هادئة دون أن تكون باهتة.
هذا اللون يتناغم بلطف مع ألوان مثل الأزرق الضبابي، البيج الرملي، وحتى الاسود الناعم، ويمكنه أن يكون لونًا رئيسيًا أو ثانويًا بحسب توزيع الإضاءة والخامات في الفراغ.
على المستوى النفسي، يعبر اللافندر المعتق عن الهدوء الداخلي، الاتزان، والإحساس بالجمال دون تصنع، ما يجعله خيارًا شائعًا بين الأشخاص الذين يفضلون الأناقة الناعمة بعيدًا عن الجرأة المباشرة.
لمسة زوري: الذكاء الاصطناعي كدليل لاختيار ألوان منزلك
مع تنوع الخيارات وتعدد الأذواق، قد يكون اختيار اللون المناسب أمرًا محيرًا. وهنا يأتي دور موقع زوري، أداة تصميم مدعومة بالذكاء الاصطناعي تساعدك على تصور، تجربة، وتنسيق ألوان منزلك بكل احترافية حتى لو لم تكن خبيرًا في التصميم الداخلي.
- رفع صورة لمساحتك، وسيقترح زوري عليك الألوان المناسبة من لوحة 2025، بحسب حجم الغرفة، الإضاءة، والأثاث الحالي.
- محاكاة فورية تُمكنك من رؤية كيف يبدو الخوخي الناعم في غرفة نومك، أو البرجندي العميق في زاوية القراءة.
- توصيات دقيقة للدمج بين الألوان والخامات، مع تجنب التعارض أو الزحام البصري.
- اقتراحات مستمرة بناءً على ذوقك الشخصي وسلوكك داخل التطبيق، مما يمنحك تجربة تصميم مخصصة بالكامل.
باستخدام زوري، يتحول اختيار الألوان من عملية معقدة إلى رحلة بصرية ممتعة مدفوعة بالإبداع، ومُدعّمة بالذكاء.
بين الجرأة والحياد… ألوان 2025 تصنع بيتًا يتنفس شخصيتك

ما يُميّز لوحة ألوان الديكور لعام 2025 هو هذا التوازن الذكي بين الجرأة المحسوبة والحياد النابض بالحياة. إنها ليست سنة الألوان الصارخة ولا تلك الخافتة، بل عام الألوان التي “تعرف ماذا تقول” ومتى تقولها.
ألوان مثل البرجندي العميق والاسود الناعم لم تعد مقتصرة على النخبة أو محبي الدراما، بل أصبحت أدوات للتعبير عن ثقة داخلية وذوق ناضج، ترفع من قيمة أي تصميم دون أن تطغى عليه. هي ألوان تختار الظهور في الوقت المناسب، وفي المكان المناسب.
في المقابل، تأتي ألوان مثل البيج الرملي والخوخي الناعم لتعيد تعريف الحياد. فهي ليست خلفيات صامتة بل مساحات مبهجة بلُغة هادئة. هذه الألوان تمنح الغرف دفئًا طبيعيًا، وتخلق بيئة تشع بالسكينة وتحتضن الحياة اليومية.
إن قوة ألوان هذا العام تكمن في قدرتها على المحادثة البصرية كل لون يتحدث عن جانب من شخصيتك، وكل دمج بينها يروي قصتك دون أن تنطق بكلمة.
ومع أدوات ذكية مثل موقع زوري، لم تعد هذه القصة حكرًا على المصممين، بل أصبحت متاحة لك… لتكتبها بلمستك، بذوقك، وبما يُشبهك تمامًا.